بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
كيف أصبح في بيتي مراهق عنيف ؟
المراهق العنيف الذي يعاني من نوبات الغضب وتبعاتها
من سلوك سلبية سيئة كالضرب والشتم ورفع الصوت،
لم يصبح عنيفاً بين ليلة وضحاها إنما صُنع على مدى
سنوات من خلال ردود فعل الأهل، وتقبلهم لصرخاته
ونوبات غضبه وإرضائه وتلبية طلباته.
فعندما كان الأهل يرضونه بشتى الوسائل ويطلبون منه
الكف عن البكاء بتلبية طلباته، وكانت ردة فعلهم إما
الصمت أو التحدث بهدوء إذا تمادى وصرخ على أهله.
ولا يكترثون لكل الإهانات التي يوجهها لهم. أو
التهديدات الفارغة من قبل الأهل والتي لا تجدي نفعاً.
مثلاً: " سوف آخذ منك هاتفك.. سوف أعاقبك.. والطفل
من داخله يعرف تماماً أن أهله لن ينفذوا هذه التهديدات
".
وكَبُر هذا الطفل وكَبُر بداخله عنف وتسلط على أمه
وأبوه وإخوته وكأنه هو الحاكم المسيطر الذي يجب
على الجميع أن يلبوا طلباته.
هذا الطفل نما بداخله عملاق وهمي هو الذي يقويه
ونحن من صنعناه بأيدينا. ويعود حجمه على حسب
عمر كل مراهق، ومدى المرات التي سمحنا له
بالتطاول والتمادي علينا ولم نوقفه عند حده.
إذا كان في الرابعة عشر من عمره و هو يشتم ويضرب
هذا يعني أنه عندما يبلغ السابعة عشر من عمره
سيكون مؤذي في المجتمع ومن الممكن أن يكون في
السجون لا سمح الله..
بالطبع كل أهل يعرفون تماماً ما عندهم وعليهم أن
يقيسوا بمقياسهم وميزانهم.
وعادة ما يمر الأهل بدائرة عندما يكون لديهم هذه
المشكلة، حيث يبدأ الطفل بالضرب والشتم بشكل بسيط
وبعدها يمر بالمراحل الآتية:
– المرحلة الأولى: النكران، يتغاضى الأهل عن
سلوكيات الضرب والعنف ويعللون ذلك بأن الطفل لا
يفهم وحينما يكبر سيكون واعي لما يفعل. فهو مازال
صغيراً ولا يفهم ما معنى احترام الأم والأب.
– المرحلة الثانية: الغضب.. وهنا يغضب الأهل
ويتساءلون حول تصرفات ابنهم الغاضب، وبماذا هم
قصروا معه حتى يكون سلوكه عصبي وعنيف.
– المرحلة الثالثة: التفاوض.. وهنا تكثر كلمة "لو" لو
كنت تعاملت معه أفضل من الممكن أن يكون هادئ، لو
كنت أقسى عليه ممكن أن يرتدع ، لو تعامل معه والده
بعنف كان سيصبح سلوكه أفضل، لو بكيت أمامه
سيشعر بغلطه.
– المرحلة الرابعة: الاكتئاب.. الوصول لعدم وجود
حلول لأن الأهل جربوا كل الحلول، وهنا لا يوجد
خطوة تالية..
– المرحلة الخامسة: التقبل.. والاستسلام للأمر الواقع.
– المرحلة السادسة: للأهل الواعيين الذين لم يستسلموا
ويرضخوا لسلوك ابنهم العنيف وقرروا الاستعانة
بمختصين، وبدؤوا بخطة ممنهجة لعلاج مشكلة ابنهم. و
بإذن الله مع الثبات والاستمرارية سيجدون الأثر، أهم
شيء أن يكونوا على الطريق الصحيح..